فصل: باب: الغين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


الجزء الخامس

لسان العرب

باب‏:‏ الغين

الغين من الحروف الحَلْقِيّة ومخرجها من الحلق، وهي أَيضاً من الحروف المَجْهُورةِ، والغينُ والخاء في حيز واحد‏.‏

أبغ‏:‏ عَيْنُ أُباغَ، بالضم‏:‏ موضع بين الكوفة والرَّقَّةِ؛ قالت امرأَة من بني شيبان‏:‏

وقالوا‏:‏ فارِساً مِنْكُمْ قَتَلْنا *** فَقلنا‏:‏ الرُّمْحُ يَكْلَف بالكَرِيمِ

بِعَيْنِ أُباغَ قاسَمْنا المَنايا *** فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ

قال ابن بري‏:‏ الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موه، والذي قُتِلَ بأُباغ هو المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس بن عمرو بن عديّ بن نصر اللخميّ، قتله الحرث بن أَبي شَمِرٍ الغسانيّ؛ ومنه يوم عين أُباغ يومٌ من أَيام العرب قتل فيه المنذر بن ماء السماء‏.‏

بدغ‏:‏ بَدِغَ الرجل يَبْدَغُ بَدْغاً وبَدَغاً‏:‏ تَزَحَّفَ على الأَرض باسْتِه وتلطَّخ بخُرْئِه‏.‏ وبَدِغَ بعَذِرتِه‏:‏ تلَطَّخَ بها، وكذلك إِذا تلطَّخ بالشرِّ؛ قال رؤبة‏:‏

والمِلْغُ يَلْكَى بالكلامِ الأَمْلَغِ *** لولا دَبُوقاءُ اسْتِه لم يَبْدَغِ

ويروى يَبْطَغِ‏.‏ وبَدِغَ بَدَغاً‏:‏ تَلَطَّخ بالشرِّ‏.‏ قال ابن بري‏:‏

والبَدِغُ والبِدْغُ البادِنُ السمينُ

والبَدِغُ‏:‏ المَعِيبُ، ومنه لُقِّبَ قيس بن عاصم البَدِغ لأُبْنةٍ كانت به، زعموا؛ ولذلك قال فيه مُتَمِّمُ بن نُوَيْرَةَ‏:‏

تَرَى ابنَ وُهَيْرٍ خَلْفَ قيْسٍ كأَنه *** حِمارٌ ودَى خَلْفَ سْتِ آخَرَ قائمِ

والأَبْدَغُ قال ابن دريد‏:‏ أَحسَبه موضعاً‏.‏ وزعم ابن الأَعرابي أَن بعض العرب عَذَرَ عَذْرة فسُمِيَ البَدِغَ مِثالَ التَّعِبِ،والله أَعلم‏.‏

برغ‏:‏ البَرْغُ‏:‏ لغة في المَرْغِ وهو اللُّعاب‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ بَرِغَ الرجل إِذا تَنَعَّمَ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ أَصل بَرِغَ رَبَغَ‏.‏ وعَيْش رابِغٌ أَي ناعم، وهذا مقلوب‏.‏

برزغ‏:‏ شاب بُرْزُغٌ وبُرْزُغٌ وبِرْزاغٌ‏:‏ تارٌّ تامٌّ ممتلئٌ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لرجل بني سعد جاهليّ‏:‏

حَسْبُك بعضُ القَوْلِ لا تَمَدَّهي *** غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبابِ المُزْدَهي

قوله لا تَمَدَّهي يريد لا تمدَّحي *** وشبابٌ بُرْزُغٌ وبُرْزوغٌ

وبِرْزاغٌ كذلك؛ وأَنشد ابن بري لرؤبة‏:‏

بعد أَفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ

والبُرْزُغُ‏:‏ نشاطُ الشَّباب؛ وأَنشد‏:‏

هَيْهاتَ مِيعادُ الشَّبابِ البُرْزُغِ

بزغ‏:‏ بَزَغَتِ الشمسُ تَبْزُغُ بَزْغاً وبُزُوغاً‏:‏ بدا منها طُلوعٌ أَو

طَلَعَت وشَرَقَتْ، وقال الزجاج‏:‏ ابتدأَت في الطُّلوع‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ فلما

رأَي القمر بازعاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ حين بَزَغَت الشمسُ أَي طَلَعَتْ، ونجومٌ

بَوازِغُ‏.‏ وبَزَغَ النَّجْمُ والقمَرُ‏:‏ ابتدَأَ طُلُوعُهما، مأْخوذ من البَزْغِ، وهو الشَّقُّ كأَنها تُشَقُّ بنورِه الظلمة شقًّا، ومن هذا يقال‏:‏

بَزَغَ البَيْطارُ أَشاعِرَ الدابة وبضعها إِذا شق ذلك المكانَ منها

بِمِبْضَعِهِ‏.‏ ويقال للسِّنِّ‏:‏ بازِغةٌ وبازِمَةٌ‏.‏ وبَزغَ نابٌ البعير‏:‏

طَلَعَ، وقيل‏:‏ ابتدأَ في الطُّلوع‏.‏ وابْتَزَغَ الربيعُ أَي جاء

أَوَّلُه‏.‏ البَزْغُ والتَّبْزِيغُ‏:‏ التَّشْرِيطُ، وقد بَزَّغَه، واسمُ الآلة

المِبْزَغُ‏.‏ وبَزَّغَ الحاجِمُ والبَيْطارُ أَي شَرَّط‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِن كان في شيء شِفاءٌ ففي بَزْغَةِ الحَجَّام؛ البَزْغُ‏:‏ الشَّرّْطُ‏.‏ وبَزَغَ

دَمَهُ أَي أَساله؛ ومنه قول الطرماح يصف ثوراً طعن الكلابَ بِقَرْنيةِ وهُما

سلاحه‏:‏

يَهُزُّ سِلاحاً لم يَرِثْها كَلالةً، يَشُكُّ بها مِنْها أُصُولَ المَغابن يُساقِطُها تَتْرَى بِكُلِّ خَمِيلَةٍ، كبَزْغ البِيَطْر الثَّقْفِ رَهصَ الكَوادن

وهذا البيت نسبه الجوهري للأَعشى وردَّ عليه ابن بري وقال‏:‏ هو للطِّرمّاحِ‏.‏ والرَّهْصُ‏:‏ جمع رَهْصةٍ وهي مثل الوَقْرَة، وهي أَنْ يَدْوَى حافِرُ

الدابةِ من حجر تَطَؤُه، والكَوادِنُ‏:‏ البَراذِينُ‏.‏ ويقال للحديدة التي

يُشْرَطُ بها‏:‏ مِبْزَغٌ ومِبْضَعٌ‏.‏

قال أَبو عدنان‏:‏ الوَخْزُ التَّبْزيغُ، والتبزيغ والتَّغْزِيبُ واحد، غَزَّبَ وبَزَّغَ‏.‏ قال‏:‏ بَزَّغَ البَيْطارُ الحافر إِذا عَمَدَ إِلى

أَشاعِرِهِ بِمبْضع فَوَخَزَه به وَخْزاً خَفِيًّا لا يبلُغ العَصَب فيكون

دَواءً له، وأَما فَصْد عروق الدابّةِ وإِخْراجُ الدمِ منه فيقال له التوديج، يقال‏:‏ ودِّجْ فَرَسَكَ‏.‏ وقال الفراء‏:‏ يقال للبَرْكِ مِبْزَغَةٌ

ومِيزَغةٌ‏.‏ بَزِيغٌ‏:‏ اسم فرس معروف‏.‏

بطغ‏:‏ بَطِغَ بالعَذِرة يَبْطَغُ بَطَغاً‏:‏ تلطخ؛ قال رؤبة‏:‏

لولا دَبوقاءُ اسْتِه لم يبطخِ

وهو لغة في بَدِغَ، ويروى لم يَبْدَغِ أَي لم يَتَلَطَّخْ بالعذرة‏.‏

وبَطِغَ بالشيء‏:‏ تَلَطَّخَ به‏.‏ وبَطِغَ بالأرض أَي تَمَسَّحَ بها وتَزَحَّفَ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ أَزْقَنَ زيدٌ عمراٍ إِذا أَعانَه على حِمْلِه لِيَنْهَضَ

به، ومثله أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّلَه ولَوَّنَه وأَسْمَعَه

وأَنْآهُ ونَوَّاه وحَوَّلَه‏:‏ بمعنى أَعانَه‏.‏

بغغ‏:‏ البَغْبَغةُ والبَغْباغُ‏:‏ حكاية بعض الهَدِير؛ قال‏:‏

برَجْسِ بَغْباغِ الهَدِيرِ البَهْبه

والبُغَيْبِغُ، على لفظ التصغير‏:‏ التَّيْسُ من الظِّباء إِذا كان

سَمِيناً‏.‏ وبَغَّ الدمُ إِذا هاجَ‏.‏ ومَشْرَبٌ بُغَيْبِغٌ‏:‏ كثير الماءِ‏.‏ وماءٌ

بُغَيْبِغٌ‏:‏ قَرِيبُ الرِّشاءِ‏.‏ والبُغَيْبِغُ‏:‏ البِئرُ القَرِيبُ

الرّشاءِ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ بئْرٌ بُغْبُغٌ وبُغَيْبِغٌ قريب الرشاِ؛ قال

الشاعر‏:‏سيا رُبَّ ماءٍ لَك بالأَجْبالِ، أَجبالِ سَلْمَى الشُّمَّخِ الطِّوالِ

بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقالِ، طامٍ عليه ورقُ الهدالِ

لقرب رِشائه يعني أَنه يُنزع بالعِقال لقِصَر الماء لأَن العقال قصير؛ وقال أَبو محمد الحَذْلَمِي‏:‏

فَصَيَّحَتْ بُغَيْبِغاً تُعادِيهْ

ذا عَرْمَضٍ تَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ

عافِيه‏:‏ وارِدُه‏.‏

والبُغَيْبِغةُ‏:‏ ضَيْعةٌ بالمدينة لآل جعفر‏.‏ التهذيب‏:‏ وبُغَيْبِغةُ ماءٌ

لآل روسل الله صلى الله عليه وسلم وهي عين كثيرة النخل غزيرة الماء‏.‏

والبَغْبَغةُ‏:‏ شُرْبُ الماء‏.‏ والمُبَغْبِغُ‏:‏ السرِيعُ العَجِلُ؛ وأَنشد

ابن بري لرؤبة‏:‏

يَشْتَقُّ بَعْدَ الطَّلَقِ المُبَغْبِغِ‏.‏

بلغ‏:‏ بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً‏:‏ وصَلَ وانْتَهَى، وأَبْلَغَه هو إِبْلاغاً هو إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً؛ وقولُ أَبي قَيْسِ

بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمِيِّ‏:‏

قالَتْ، ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى‏:‏

مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْماعي

إِنما هو من ذلك أَي قد انْتَهَيْتَ فيه وأَنْعَمْتَ‏.‏ وتَبَلَّغَ

بالشيء‏:‏ وصَلَ إِلى مُرادِه، وبَلَغَ مَبْلَغَ فلان ومَبْلَغَتَه‏.‏ وفي حديث

الاسْتِسْقاء‏:‏ واجْعَلْ ما أَنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إِلى حين؛ البَلاغُ‏:‏ ما

يُتَبَلَّغُ به ويُتَوَصَّلُ إِلى الشيء المطلوب‏.‏ والبَلاغُ‏:‏ ما

بَلَغَكَ‏.‏ والبَلاغُ‏:‏ الكِفايةُ؛ ومنه قول الراجز‏:‏

تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ، وباكِرِ المِعْدةَ بالدِّباغِ

وتقول‏:‏ له في هذا بَلاغٌ وبُلْغةٌ وتَبَلُّغٌ أَي كِفايةٌ، وبَلَّغْتُ

الرِّساةَ‏.‏ والبَلاغُ‏:‏ الإِبْلاغُ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ إِلاَّ بَلاغاً من الله ورسالاتِه، أَي لا أَجِدُ مَنْحجى إِلا أَن أُبَلِّغَ عن اللهِ ما أُرْسِلْتُ

به‏.‏ والإِبلاغُ‏:‏ الإِيصالُ، وكذلك التبْلِيغُ، والاسم منه البَلاغُ، وبَلَّغْتُ الرِّسالَ‏.‏ التهذيب‏:‏ يقال بَلَّغْتُ القومَ بلاغاً اسم يقوم مقام

التبْلِيغِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ عَنّا

من البلاغ

فَلْيُبَلِّغْ عَنّا، يروى بفتح الباء وكسرها، وقيل‏:‏ أَراد من المُبَلِّغِين، وأَبْلغْتُه وبَلَّغْتُه بمعنى واحد، وإِن كانت الرواية من البلاغ

بفتح الباء فله وجهان‏:‏ أَحدهما أَن البَلاغَ ما بلغ من القرآن والسنن، والوجهُ الآخر من ذوي البَلاغِ أي الذين بَلَّغُونا يعني ذوي التبليغ، فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي كما تقول أَعْطَيْتُه عَطاء، وأَما الكسر

فقال الهرويّ‏:‏ أُراه من المُبالِغين في التبْليغ، بالَغَ يُبالِغُ مُبالَغةً

وبِلاغاً إِذا اجْتَهد في الأَمر، والمعنى في الحديث‏:‏ كلُّ جماعةٍ أَو نفس

تُبَلِّغُ عنا وتُذِيعُ ما تقوله فَلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ‏.‏ وأَما قوله

عز وجل‏:‏ هذا بَلاغٌ للناس وليُنْذَرُوا به، أَي أَنزلناه ليُنْذَر الناسُ

به‏.‏ وبَلَّغَ الفارِسُ إِذا مَدَّ يدَه بِعِنانِ فرسه ليزيد في جَرْيِه‏.‏

وبَلَغَ الغُلامُ‏:‏ احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وقت الكتابِ عليه والتكليفِ، وكذلك بَلَغَتِ الجاريةُ‏.‏ التهذيب‏:‏ بلغ الصبيُّ والجارية إِذا أَدْركا، وهما بالِغانِ‏.‏ وقال الشافعي في كتاب النكاح‏:‏ جارية بالِغٌ، بغير هاء، هكذا

روى الأَزهريّ عن عبد الملك عن الربيع عنه، قال الأَزهري‏:‏ والشافعي

فَصِيحٌ حجة في اللغة، قال‏:‏ وسمعت فُصَحاء العرب يقولون جارية بالغ، وهكذا قولهم

امرأَة عاشِقٌ ولِحيةٌ ناصِلٌ، قال‏:‏ ولو قال قائل جارية بالغة لم يكن

خطأً لأَنه الأَصل‏.‏ وبَلَغْتُ المكانَ بُلُوغاً‏:‏ وصلْتُ إِليه وكذلك إِذا

شارَفْتَ عليه؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ فإِذا بَلَغْن أَجَلَهُنّ، أَي

قارَبْنَه‏.‏ وبَلَغَ النبْتُ‏:‏ انتهَى‏.‏ وتَبالَغ الدِّباغُ في الجلد‏:‏ انتهى فيه؛ عن

أَبي حنيفة‏.‏ وبَلَغتِ النخلةُ وغيرُها من الشجر‏:‏ حان إدْراكُ ثمرها؛ عنه

أَيضاً‏.‏ وشيءٌ بالغ أَي جيِّدٌ، وقد بلَغَ في الجَوْدةِ مَبْلغاً‏.‏

ويقال‏:‏ أَمْرُ اللهِ بَلْغ، بالفتح، أَي بالِغٌ من وقوله تعالى‏:‏ إِن الله بالغ أَمره‏.‏ وأَمرٌ بالِغٌ وبَلْغٌ‏:‏ نافِذٌ يَبْلُغُ أَين أُرِيدَ به؛ قال

الحرث بن حِلِّزةَ‏:‏

فهَداهُمْ بالأَسْودَيْنِ وأَمْرُ الْـ *** ـلَهِ بَلْغٌ بَشْقَى به الأَشْقِياءُ

وجَيْشٌ بَلْغٌ كذلك‏.‏ ويقال‏:‏ اللهم سَمْعٌ لا بَلْغٌ وسِمْعٌ لا بِلْغٍ، وقد ينصب كل ذلك فيقال‏:‏ سَمعاً لا بَلْغاً وسِمْعاً لا بِلْغاً، وذلك

إِذا سمعت أَمراً منكراً أَي يُسْمَعُ به ولا يَبْلُغُ‏.‏ والعرب تقول للخبر

يبلغ واحدَهم ولا يحققونه‏:‏ سَمْعٌ لا بَلْغٌ أَي نسمعه ولا يَبْلُغنا‏.‏

وأَحْمَقُ بَلْغٌ وبِلْغٌ أَي هو من حَماقَتِه

يبلغ ما يريده، وقيل‏:‏ بالغ في الحُمْقِ، وأَتْبَعُوا

فقالوا‏:‏ بِلْغٌ مِلْغٌ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ أَمْ لكم أَيمان علينا بالغةٌ؛ قال ثعلب‏:‏ معناه مُوجَبَةٌ

أَبداً قد حلفنا لكم أَن نَفِيَ بها، وقال مرة‏:‏ أَي قد انتهت إِلى غايتها، وقيل‏:‏ يمينٌ بالغة أَي مؤكَّدةٌ‏.‏ والمُبالَغةُ‏:‏ أَن تَبْلُغَ في الأَمر

جُهْدَك‏.‏ ويقال‏:‏ بُلِغَ فلان أَي جُهِدَ؛ قال الراجز‏:‏

إِنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقابُها

للسيفِ، لَمَّا بُلِغَتْ أَحْسابُها

أَي مَجْهودُها

وأَحْسابُها شَجاعَتُها وقوّتُها ومَناقِبُها‏.‏ وأَمرٌ بالغ‏:‏ جيد‏.‏

والبَلاغةُ‏:‏ الفَصاحةُ‏.‏ والبَلْغُ والبِلْغُ‏:‏ البَلِيغُ من الرجال‏.‏ ورجل

بَلِيغٌ وبِلْغٌ‏:‏ حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في قلبه، والجمعُ بُلَغاءُ، وقد بَلُغَ، بالضم، بَلاغةً أَي صار بَلِيغاً‏.‏

وقولٌ بَلِيغٌ‏:‏ بالِغٌ وقد بَلُغَ‏.‏ والبَلاغاتْ‏:‏ كالوِشاياتِ‏.‏

والبِلَغْنُ‏:‏ البَلاغةُ؛ عن السيرافي، ومثَّل به سيبويه‏.‏ والبِلَغْنُ

أَيضاً‏:‏ النّمَّام؛ عن كراع‏.‏ والبلغن‏:‏ الذي يُبَلِّغُ للناسِ بعضِهم حدِيثَ

بعض‏.‏ وتَبَلَّغَ به مرضُه‏:‏ اشتَّدّ‏.‏

وبَلَغَ به البِلَغِينَ بكسر الباء وفتح اللام وتخفيفها؛ عن ابن الأَعرابي، إِذا اسْتَقْصَى في شَتْمِه وأَذاهُ‏.‏ والبُلَغِينُ والبِلَغِينُ‏.‏

الدّاهيةُ‏:‏ وفي الحديث‏:‏ أَن عائشة قالت لأَمير المؤمنين عليّ، عليه السلام، حين أُخِذَتْ يومَ الجملِ‏:‏ قد بَلَغْتَ مِنّا البُِلَغِينَ؛ معناه أن الحَرْبَ قد جَهَدَتْنا وبَلَغَتْ منا كل مَبْلَغٍ، يروى بكسر الباء

وضمها مع فتح اللام، وهو مَثَلٌ، معناه بَلَغْتَ منا كل مَبْلَغٍ‏.‏ وقال أَبو

عبيد في قولها قد بَلَغْتَ منا البُِلَغِينَ‏:‏ إنه مثل قولهم لَقِيتَ منا

البُرَحِينَ والأَقْوَرِينَ، وكل هذا من الدَّواهِي، قال ابن الأَثير‏:‏

والأَصل فيه كأَنه قيل‏:‏ خَطْبٌ بُلَغٌ وبِلَغٌ أَي بَلِيغٌ، وأَمْرٌ بُرَحٌ

وبِرَحٌ أَي مُبَرِّح، ثم جمعا على السلامة إِيذاناً بأَنَّ الخطوب في شدّة نِكايَتِها بمنزلة العُقلاء الذين لهم قَصْد وتعمُّد‏.‏

وبالَغَ فلان في أَمْرِي إذا يُقَصِّر فيه‏.‏

والبُلْغَةُ‏:‏ ما يُتَبَلَّغُ به من العيش، زاد الأَزهري‏:‏ ولا فَضْلَ

فيه‏.‏ تَبَلَّغ بكذا أَي اكتفَى به‏.‏ وبَلَّغَ الشيْبُ في رأْسه‏:‏ ظهر أَوّلَ

ما يظهر، وقد ذكرت في العين المهملة أَيضاً، قال‏:‏ وزعم البصريون أَن ابن الأَعرابي صحّف في نوادِرِه فقال مكان بَلّعَ بَلَّغَ الشيبُ، فلما قيل

له إِنه تصحيف قال‏:‏ بَلَّعَ وبَلَّغَ‏.‏ قال أَبو بكر الصُّوليُّ‏:‏ وقرئ

يوماً على أَبي العباس ثعلب وأَنا حاضر هذا، فقال‏:‏ الذي أَكتب بَلَّغ، كذا

قال بالغين معجمة‏.‏

والبالِغاءُ‏:‏ الأَكارِعُ في لغة أَهل المدينة، وهي بالفارسية بايْها‏.‏

والتَّبْلِغةُ‏:‏ سَيْر يُدْرج على السِّيَة حيث انتهى طرَفُ الوَتَر ثلاث

مِرارٍ أَو أَربعاً لِكَيْ يَثْبُتَ الوتر؛ حكاه أَبو حنيفة جعل التبلغة

اسماً كالتَّوْدِيةِ والتَّنْهِيةِ ليس بمصدر، فتفهَّمه‏.‏

بوغ‏:‏ البَوْغاءُ‏:‏ التراب عامة، وقيل‏:‏ هي التُّرْبَةُ الرّخوة التي

كأَنها ذَرِيرةٌ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة‏:‏

تَشُجُّ بها بَوْغاءَ قُفٍّ، وتارةً

تَسُنُّ عليها تُرْبَ آمِلةٍ عُفْرِ

يعني كُثْبانَ رَمْلٍ؛ قال وقال آخر‏:‏

لَعَمْرُكَ، لولا أَرْبعٌ ما تَعَفَّرَتْ

بِبَغدانَ، في بَوْغائِها، القَدَمانِ

وقيل‏:‏ البَوْغاءُ التُّرابُ الهابي في الهَواء، وقيل‏:‏ هو التراب الذي

يطير من دقته إِذا مُسَّ؛ وفي حديث سطيح‏:‏

تَلُفُّه في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمن البَوْغاءُ‏:‏ التراب الناعِمُ، والدِّمَنُ‏:‏ منه ما تَدَمَّنَ أَي

تَجَمَّعَ وتَلَبَّدَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وهذا اللفظ كأَنه من المقلوب تلفه الريح

في بوغاء الدمن؛ قال‏:‏ وتشهد له الرواية الأُخرى‏:‏

تلفه الرِّيحُ ببوغاء الدمن ومنه الحديث في أَرض المدينة‏:‏ إِنما هي سِباخٌ وبَوْغاء‏.‏ وبَوْغاءُ

الناسِ‏:‏ سَفِلَتُهم وحَمْقاهُم وطاشَتُهم‏.‏ والبَوْغُ‏:‏ الذي يكون في أَجْوافِ

الفِقَعةِ وهو من ذلك‏.‏

وتَبَوَّغَ به الدمُ‏:‏ هاجَ كتَبَيَّغَ، وتَبَوَّغَ الرجلُ بصاحبه فغلبه، وتَبَوَّغَ الدمُّ بصاحبه فقتله‏.‏ وحكى بعض الأَعراب‏:‏ مَنْ هذا

المُبَوَّغُ عليه ومَن هذا المُبَيَّغُ عليه‏؟‏ معناه لا يُحْسَدُ‏.‏ وتَبَوَّغَ

الشرُّ وتَبَوَّقَ إِذا اتَّسَعَ‏.‏

بيغ‏:‏ تَبَيَّغَ به الدمُ‏:‏ هاجَ به، وذلك حين تَظْهَرُ حُمْرَتُه في البَدَن، وهو في الشفة خاصّة البَيْغُ‏.‏

أَبو زيد‏:‏ تَبَيَّغَ به النوْمُ إِذا غَلَبَه، وتبيَّغَ به الدمُ

غَلبه، وتبيَّغَ به المرضُ غلبه‏.‏ وقال شمر‏:‏تبيَّغَ به الدمُ أَن يَغْلِيبه حتى يَقْهَرَه، وقال بعض العرب‏:‏ تبيَّغ به الدم أَي تَرَدَّدَ فيه الدم‏.‏

وتبيغَ الماءُ إذا تَرَدَّدَ فتَحَيَّرَ في مَجْراه مرّة كذا ومرّة كذا، وكذلك تَبَوَّحَ به الدمُ‏.‏ والبَيْعُك توَقُّدُ الدم حتى يظهرَ في العُروق‏.‏ قال شمر‏:‏ أَقْرأَني ابن الأَعرابي لرؤبة‏:‏

فاعْلَمْ وليس الرْأْيُ بالتَّبَيُّغِ

وفسّر التبيُّغ من كل كتَبَيُّغِ الداءِ إذا أَخذ في جسده كله واستدّ؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

وتَعْلَمْ نَزِيغاتُ الهَوَى أَنَّ وِدَّها

تَبَيَّغَ مِنِّي كلَّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ

لم يفسره، وهو يحتمل أَن يكون في معنى رَكِبَ فينتصب انتصاب المفعمل، ويجوز أَن يكون في معنى هاج وثارَ فيكون التقدير على هذا‏:‏ ثارَ مني على

كلِّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ، فحذف على وعدّى الفعل بعد حذف الحرف‏.‏ وتبَيَّغَ به الدم غَلَبه وقَهَرَه كأَنه مقلوب عن البغي أَي تَبَغَّى مثل جَذَبَ

وجَبَذَ وما أَطْيَبَه وأَيْطَبَه؛ عن اللحياني‏.‏ وإِنك عالِمٌ ولا تُبَغْ أَي

لا تَبَيَّغُ بك العينُ فتصيبك كما يَتَبَيَّغُ الدمُ بصاحبه فيقتله‏.‏

وحكى بعض الأَعراب‏:‏ مَنْ هذا المُبَوَّغُ عليه ومَن هذا المُبَيَّغُ عليه‏؟‏

معناه لا يُحْسَدُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ عليكم بالحجامة لا يَتَبَيَّغْ بأَحدِكم

الدمُ فيَقْتُلَه أَي لا يَتَهَيَّجَ، وقيل‏:‏ أَصله من البَغْي،يريد

تَبَغَّى فقدّم الياء وأَخَّر الغين‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ تَبَيَّغَ

وتَبَوَّغَ، بالواو والياء، وأصله من البَوْغاء وهو الترابُ إِذا ثار، فمعناه لا

يَثُرْ بأَحدكم الدمُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إذا تَبَيَّغَ بأَحدكم الدمُ

فَلْيَحْتَجِمْ‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ ابْغِني خادِماً لا يكونُ قَحْماً فانياً ولا

صغيراً ضَرَعاً فقد تَبَيَّغَ بي الدمُ، والله أَعلم‏.‏

تسغ‏:‏ التَّسْغُ‏:‏ لَطْخُ سَحابٍ رَقِيقٍ، وليس بثبت‏.‏

تغغ‏:‏ التَّغْتَغةُ‏:‏ حكاية صَوْت الحَلْي وتكون حكاية بعض الصوت، يقال‏:‏

سمعت لهذا الحلي تَغْتَغةً إذا أَصاب بعضُه بعضاً فسمعت صوته‏.‏

والتغْتَغةُ‏:‏ ثِقَلٌ في اللسان، وقد تَغْتَغَ‏.‏ والتَّغْتَغةُ‏:‏ إِخفاءُ الضحك‏.‏ قال

أَبو زيد‏:‏ تَغْتَغَ الضَّحِكَ تَغْتَغَةً إذا أَخْفاه‏.‏ قال الأَزهريّ‏:‏ قول

الليث في التغتغة إِنه حكاية صوت الحلي تصحيف إِنما هو حكاية صوت

الضَّحِك‏.‏ وتَغْتَغَ الشيخُ‏:‏ سقَطَتْ أَسْنانُه فلم يُفْهَمْ كلامهُ‏.‏

وتِغ تِِغ‏:‏ حكاية صوت الضحك، قال الفراء‏:‏ تقول سمعت طاقِ طاقِ لصوت

الضرب، وتقول سمعت تِغ تِغ يريدون صوت الضحك، وقال أَيضاً‏:‏ أَقبلوا تِغ تِغ

وأَقبلوا قِه قِه إِذا قَرْقُروا بالضحك، وقد اتَّغَوْا بالضحك

واوْتَغَوْا‏.‏

توغ‏:‏ تاغَ هلك وأَتاغه الله، وكأَنه مقلوب من وتَغَ‏.‏

ثرغ‏:‏ الثَّرْغُ مَصَبُّ الماء في الدَّلْو كالفّرْغِ، وجمعه ثُرُوغٌ، وحكى يعقوب أَن الثاء بدل من الفاء؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا يعجبني لأَنهم لا

يكادون يتسعون في المبدل بجمع ولا غيره‏.‏ وثُرُوغُ الدلو وفُروغُها‏:‏ ما بين

العَراقي، واحدُها فَرْغٌ وثَرْغ‏.‏

ثغغ‏:‏ الثَّغْثَغةُ‏:‏ عَضُّ الصبي قبل أَن يَشْقَأَ ويَثَّغِرَ‏.‏

والمُثَغْثِغُ‏:‏ الذي يَبُكُّ برِيقِهِ ولا يؤثِّر

والثَّغْثَغة‏:‏ الكلام الذي

لا نِظامَ له‏.‏ والمُثَغْثِغُ‏:‏ الذي إِذا تكَلَّم حَرَّك أَسْنانه في فِيِه واضْطَرَبَ اضْطِراباً شديداً فلم يُبَيِّنْ كلامَه؛ قال رؤبة‏:‏

وعَضَّ عَضَّ الأَدْرَدِ المُثَغْثِغِ، بَعْدَ أَفانِينِ الشَّبابِ البُرْزُغِ

ثلغ‏:‏ ثَلَغَه يالعَصَا‏:‏ ضربه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وثَلَغ الشيءَ

يَثْلَغُه ثَلْغاً‏:‏ شدَخَه‏.‏ وثَلَغَ رأْسَه يَثْلَغُه ثَلْغاً‏:‏ هَشَمَه وشدَخَه، وقيل‏:‏ الثَّلْغُ في الرَّطْبِ خاصَّة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إذاً يَثْلَغُوا

رأْسي كما تُثْلَغُ الخُبْزةُ؛ الثَّلْغُ‏:‏ الشَّدْخُ، وقيل هو ضَرْبُك الشيءَ

الرطبَ بالشيء اليابس حتى يَنْشَدِخَ‏.‏ وفي حديث الرؤْيا‏:‏ فإِذا هو يَهْوي بالصخرة فَيَثْلَغُ بها رأْسَه؛ وقال رؤبة‏:‏

كالفَقْعِ إنْ يُهْمَزْْ بوَطْءِ يُثْلَغِ

وقد انْثَلَغَ وانْشَدَخَ بمعنى واحد‏.‏

والمُثَلَّغُ من الرُّطَب‏:‏ ما سَقَطَ من النخلة فانشدخ، وقيل‏:‏ المثلَّغ

من البُسْرِ والرُّطَب الذي أَصابه المطر فأَسقطه من النخلة ودَقَّه، وقد

تناثرت الثِّمار فَثُلِّغَتْ تَثْلِيغاً‏.‏ والمُثَلَّغَةُ‏:‏ الرُّطَبةُ

المُعَرَّقة، وهي المَعْوة‏.‏

ثمغ‏:‏ الثَّمْغُ‏:‏ الكَسْر في الرِّطْب خاصّة، ثَمَغَه يَثْمَغُه ثَمْغاً‏.‏

وثَمَغَ رأْسَه بالعَصا ثَمْغاً‏:‏ شدَخَه مثل ثَلَغَه‏.‏ والثَّمْغُ‏:‏

خَلْطُ البياضِ بالسواد؛ قال رؤبة‏:‏

أَنْ لاحَ شَيْبُ الشَّْمَطِ المُثَمَّغِ

وثَمَغ السوادُ والبياضُ‏:‏ اخْتَلَطا‏.‏ وثَمَغَ رأْسَه بالحِنَّاءِ

والخَلُوقِ يَثّمَغُه‏:‏ غَمَسَه فأَكثر‏.‏ وثَمَغَ لِحْيَتَه في الخِضابِ أَي

غَمَسَها؛ وأَنشد‏:‏

ولِحْيةٍ تُثْمَغُ في خَلُوقِها

وثَمَغَ الثوبَ يَثْمَغُه ثَمْغاً‏:‏ أَشْبَعَ صَبْغَه؛ قال الشاعر‏:‏

تَرَكْتُ بَني الغُزَيِّلِ غير فَخْزٍ، كأَنَّ لِحاهُمُ ثُمِغَتْ بِوَرْس

قال ابن بري‏:‏ ويجوز ثَمَّغْتُ الثوب، بالتشديد، وكذلك ثَمَّغْتُ

الشَّعَر بالحِنَّاء‏.‏ ويقال‏:‏ ثَمَّغَ رأْسَه بالدُّهْن أَو بِخَلُوقٍ بَلَّه‏.‏

وثَمَّغَ الشيءَ‏:‏ كَسَرَه‏.‏

وثَمْغٌ‏:‏ مال كان لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فوقَفه‏.‏ وفي حديث

صدَقةِ عمر‏:‏ إن حَدَثَ به حادِثٌ إنَّ ثَمْغاً وصِرْمةَ ابن الأَكْوَعِ وكذا

وكذا جعله وقفاً؛ هما مالان معروفان بالمدينة كانا لعمر بن الخطاب

فوقَفهما‏.‏

وثَمَغَةُ الجبل‏:‏ أَعْلاه؛ قال الفراء‏:‏ سمعت الكسائي يقول ثمغة الجبل، بالثاء، قال‏:‏ والذي سمعت أَنا نَمَغةُ، بالنون‏.‏

دبغ‏:‏ دَبَغَ الجِلْد يَدْبَغُه ويَدْبُغُه؛ الكسر عن اللحياني، دَبْغاً

ودِباغةً ودِباغاً، والدَّبّاغُ محاول ذلك، وحِرْفَتُه الدِّباغةُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ دِباغُها طَهُورُها‏.‏ والدِّبْغُ والدِّباغُ والدِّباغةُ

والدِّبْغةُ، بالكسر‏:‏ ما يُدْبَغُ به الأَدِيمُ؛ الدِّباغةُ عن أَبي حنيفة، والمصدر الدَّبْغُ‏.‏ يقال‏:‏ الجلد في الدِّباغ‏.‏

والمَدْبَغةُ‏:‏ موضع الدِّباغِ‏.‏ التهذيب‏:‏ والمَدْبَغةُ والمَنِيئةُ

الجُلود التي ابْتُدِئَ بها في الدِّباغِ‏.‏

وأَدِيمٌ دَبِيغٌ‏:‏ مَدْبُوغٌ‏.‏ والدَّبْغةُ، بالفتح‏:‏ المرّة الواحدة، تقول‏:‏ دَبَغْتُ الجلد فانْدَبَغَ‏.‏

دغغ‏:‏ الدَّغْدَغةُ في البُضْعِ وغيره‏.‏ التحْرِيكُ‏.‏ ويقال للمَغْمُوزِ في حسَبه أَو نسَبه‏:‏ مُدَغْدَغٌ‏.‏ ويقال‏:‏ دَغْدَغَه بكلمة إذا طَعن عليه؛ قال رؤبة‏:‏

علَيَّ إنِّي لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ

أَي لا يُطْعَن في حَسبي‏.‏

دفغ‏:‏ الدَّفْغُ‏:‏ حُطامُ الذُّرةِ ونُسافَتُها؛ قال الحرمازي‏:‏

دُونَكِ بَوْغاءَ رِياغَ الدَّفْغِ

الرِّياغُ‏:‏ التراب المُدَقَّقُ، والدَّفْغُ‏:‏ أَلأَمُ مَوْضع في الوادي

وشرُّه تُراباً، وهذا الحرف في كتاب النبات إنما الرَّفْغُ، بالراءِ؛ وأَنشد ابن بري هنا شعر الحِرْمازي، وأَنشد مُسْتَشْهِداً على حُطام الذُّرة

قول الشاعر‏:‏

ذلك خَيْرٌ من حُطامِ الدَّفْغِ

دمغ‏:‏ الدِّماغُ‏:‏ حَشْوُ الرأْسِ، والجمع أَدْمِغةٌ ودُمُغٌ‏.‏ وأُمّ

الدِّماغِ‏:‏ الهامةُ، وقيل‏:‏ الجلدة الرَّقِيقةُ المشتملة عليه‏.‏

والدَّمْغُ‏:‏ كسر الصَّاقُورةِ عن الدِّماغ‏.‏ دَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً، فهو مَدْموغٌ ودَمِيغٌ، والجمع دَمْغى، وكذلك مَرَةٌ دَمِيغٌ من نِسْوةٍ

دَمْغى؛ عن أَبي زيد‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ رأَيت عَيْنَيْه

عَيْنَيْ دَمِيغٍ؛ رجل دَمِيغٌ ومَدْموغ‏:‏ خرج دِماغُه‏.‏ ودَمَغَه‏:‏ أَصابَ

دِماغَه‏.‏ ودَمَغَه دَمْغاً‏:‏ شَجَّه حتى بَلَغَتِ الشجّةُ الدّماغ، واسمها

الدَّامِغةُ‏.‏ وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ دامِغِ جَيْشاتِ الأَباطِيل أَي

مُهْلِكِها‏.‏ يقال‏:‏ دَمَغَه دَمْغاً إذا أَصاب دِماغَه فقتله‏.‏ وفي حديث ذكر

الشِّجاجِ‏:‏ الدامغةُ التي انتهت إلى الدماغ، والدَّامِغةُ من الشجاج التي

تَهْشِمُ الدّماغ حتى لا تُبْقي شيئاً‏.‏ والشجاج عشرة‏:‏ أَولها القاشرةُ

وهي الحارِصةُ ثم الباضعةُ ثم الدّاميةُ ثم المُتَلاحِمةُ ثم السِّمْحاقُ

ثم المُوضِحة ثم الهاشِمةُ ثم المُنَقِّلةُ ثم الآمّةُ ثم الدَّامِغة، وزاد أَبو عبيد‏:‏ الدّامِغةُ بعين مهملة بعد الدامية‏.‏ ودَمَغَتْه الشمسُ

دَمْغاً‏:‏ آلَمَتْ دِماغَه‏.‏ ودَمِيغُ الشيطان‏:‏ نَبْزُ رجل من العرب كان

الشيطانُ دَمَغَه‏.‏ والدّامِغةُ‏:‏ حَدِيدةٌ تُشَدُّ بها آخرةُ الرَّحل‏.‏

الأَصمعي‏:‏ يقال للحديدة التي فوق مؤخَّرة الرحل الغاشِيةُ، وقال بعضهم‏:‏ هي

الدّامِغةُ؛ وقال ذو الرمة‏:‏

فَرُحْنا وقُمْنا، والدَّوامِغُ تَلْتَظي

على العِيسِ من شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوالُها

قال ابن شميل‏:‏ الدَّوامِغُ على حاقِّ رُؤوس الأَحْناء من فوقها، واحِدتُها دامِغة، وربما كانت من خشب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أَسْراً شديداً، وهي

الخَذارِيفُ، واحدها خُذْرُوف‏.‏ وقد دَمَغَتِ المرأَةُ حَوِيَّتَها تَدْمَغُ

دَمْغاً‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الدّامغة إذا كانت من حديد عُرِّضَت فوق طرَفي الحِنْوَيْنِ وسُمِّرَتْ بمِسْمارين، والخذاريفُ تشدّ على رؤوس

العَوارِضِ لئلا تتفَكَّكَ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ أَحْوَجْتُه إلى كذا وأَحْرَجْتُه

وأَدْغَمْتُه وأَدْمَغْتُه وأَجْلَدْتُه وأَزْأَمْتُه بمعنًى واحد‏.‏ والدّامِغةُ‏:‏

طَلْعةٌ طَوِيلةٌ صُلْبة تخرج من بين شَظِيّاتِ قُلْبِ النَّخْلة

فَتُفْسِدُها إِن تُرِكَتْ، فإِذا عُلِم بها امْتُصِخَتْ، والقَهْرُ والأَخْذُ

من فوقُ دَمْغٌ كما يَدْمَغُ الحَقُّ الباطلَ‏.‏ ودَمَغَه يَدْمَغُه

دَمْغاً‏:‏ غَلَبه وأَخذه من فوق‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ بَل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل

فيَدْمَغُه؛ أَي يَعْلوه ويغلبه ويُبْطِله؛ قال الأَزهري‏:‏ فيَدْمَغُه

فيذهب به ذَهابَ الصَّغارِ والذُّلِّ‏.‏

وأَدْمَغَ الرجلُ طَعامَه‏:‏ ابتلَعه بعد المَضْغ، وقيل قَبْلَه، وهو أَشبه‏.‏ ودَمَغَتِ الأَرضُ‏:‏ أَكَلتْ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ وحكى اللحياني‏:‏

دَمَغَهم بمُطْفِئةِ الرَّضْف، يعني بمُطْفئة الرضْف الشاةَ المهْزولة، ولم يفسر دمغهم إلا أَن يَعْني غَلَبَهم‏.‏

دمرغ‏:‏ الدُّمَّرِغُ‏:‏ الرجلُ الشديدُ الحُمْرة‏.‏ قال ابن سيده،وأَرى

اللحياني قال أَبْيَضُ دُمَّرِغٌ أَي شديد البياضِ، شكَّ فيه الطوسِي‏.‏

دنغ‏:‏ الدَّنِغُ‏:‏ من سَفِلةِ الناس‏.‏ رجلٌ دَنِغٌ من قوم دَنِغَةٍ نادِرٌ

لأَن فَعَلة جمعاً إِنما هو تكسير فاعِلٍ، وهم السُّفّالُ الأَرْذالُ‏.‏

دوغ‏:‏ قال ابن الفرج‏:‏ سمعت سليمان الكلابي يقول‏:‏ داغَ القومُ وداكُوا

إِذا عَمَّهم المرَضُ، والقومُ في دَوْغةٍ من المرض ودَوكة إِذا عَمَّهم

وآذاهُم‏.‏ وقال غيره‏:‏ أَصابَتْنا دَوْغةٌ أَي بَرْد‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ في فلان

دوغة ودَوْكة أَي حُمْقٌ‏.‏

ذلغ‏:‏ ذَلِغَ الرجل ذَلغَاً‏:‏ تَشَقَّقَت شفتاه‏.‏ ورجل أَذْلَغُ

وأَذْلَغِيٍّ‏:‏ غليظ الشفةِ، وفي التهذيب‏:‏ غليظ الشفتين‏.‏ وقال رجل من العرب‏:‏ كان

كُثَيِّرٌ أُذَيْلِغَ لا ينال خِلْفَ الناقة لِقصَره‏.‏ ورجل أَذْلَغُ‏:‏

مُتَقشِّر الشفةِ‏.‏ وفي نوادر الأَعراب‏:‏ دَلَعْتُ الطعامَ

وذَلَغْتُه أَي أَكلته، ومثله اللَّغَف‏.‏ والأَذْلَغُ والأَذْلَغِيُّ‏:‏ الأَقْلَفُ؛ قال

النايغة،الجعدي يهجو ليلى الأَخيلية‏:‏

دَعي عَنْكِ الرِّجال، وأَقْبِلي

على أَذلَغِيٍّ يَمْلأُ اسْتَكِ فَيْشَلا

قال ابن بري‏:‏ وقيل الأَذلَغي منسوب إلى الأَذْلَغِ ابن شدَّاد من بني

عُبادةَ بن عقيل وكان نَكّاحاً‏.‏

وذَلِغَتْ شفَتُه تَذْلَغُ ذَلَغاً إِذا انقلبت، وهو الأذْلَغُ‏.‏ وذَلِغَ

الذِّكَرُ يَذْلَغُ‏:‏ أَمْذى‏.‏ وذكَرٌ أَذلَغِيّ مَذَّاء؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

فَدَحَّها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ، فصَرَخَتْ‏:‏ جُزْتَ أَقصى المسْلكِ

ويقال للذكر‏:‏ أَذْلَغُ وأَذلِغِيّ؛ وأَنشد أَبو عمرو‏:‏

واكْتَشَفَتْ لِناشِئٍ دَمَكْمَكِ

عن وارِمٍ، أَكْظارُه عَضَنَّكِ، فَداسَها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ

قال‏:‏ ويقال له مِذْلَغٌ أَيضاً‏.‏ قال ابن بري‏:‏ وقال الوزير الأَذْلَغ

الأَيْرُ الأَقشرُ، ويقال له أَيضاً مِذْلَغٌ؛ وقال كثير المحاربي‏:‏

لم أَرَ فيهمْ كَسُوَيْدٍ رامِحا، يَحْمِلُ عَرْداً كالمَصادِ زامِحا

مُلَمْلَمَ الهامةِ يَضْحى قاسِحا، لَمّا رَأَى السَّوْداءَ هَبَّ جانِحا

فَشامَ فيها مِذْلَغاً صُمادِحا

فصَرَخَتْ‏:‏ لقَد لَقِيتُ ناكِحا

رَهْزاً دِراكاً يحْطِمُ الجَوانِحا

قال الأَزهري‏:‏ الذكرى يسمى أَذْلَغَ إِذا اتْمَهَلَّ فصارت ثومَتُه مثل

الشفة المنقلبة‏.‏

ابن بري‏:‏ ويقال قد تَذَلَّغَتِ الرُّطبةُ انقشر جلدها، وتَذَلَّغَ ظهر

الجمل من الحِمْل إِذا انقشر جلده‏.‏

وبنو الأَذلَغ‏:‏ حَيٌّ‏.‏

ربغ‏:‏ خذه بِرَبَغِه أَي بحدْثانِه ورُبّانِه، وقيل بأَصله‏.‏ والرَّبْغُ‏:‏

التُّرابُ المدَقَّقُ كالرَّفْغِ‏.‏ والأَربَغُ‏:‏ الكثير من كل شيء، وهي

الرَّباغةُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرَّبْغُ الرِّيُّ، والإِرْباغُ إرْسال الإِبل

على الماء كلما شاءت وَرَدَتْ بلا وقت، هكذا رواه أَبو عبيد،والصحيح

الإِرْباعُ، بالعين المهملة، وقد تقدَّم، وتقول منه‏:‏ أَرْبَغَها فهي

مُرْبَغةٌ، وقد ربَغَتْ هي‏.‏ ويقال‏:‏ تُرِكَتْ إِبلُها هَمَلاً مُرْبَغةً، وفي التهذيب‏:‏ هَمَلاً مُرْبَغاً‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ هَلْ لك في ناقتين

مُرْبَغَتَينِ سمينتين أَي مُخصِبَتين؛ الإِرْباغُ‏:‏ إِرسال الإِبل على

الماء تَرِدُه أَيَّ وقت شاءت، أَراد ناقتين قد أَرْبَغَتا حتى أَخصَبت

أَبْدانُهما وسَمِنتا‏.‏ وعَيشٌ رابِغٌ رافِغٌ أَي ناعِم‏.‏ ورَبَغَ القومُ في النعيم إِذا أَقاموا فيه‏.‏

وقال أَبو سعيد في قوله في الحديث‏:‏ إِنَّ الشيطانَ قد أَرْبَغَ في قلوبكم وعَشَّشَ أَي أَقام على فَساد اتَّسع له المُقامُ معه‏.‏

قال‏:‏ والرَّابِغُ الذي يُقيم على أَمْر ممْكِن له‏.‏ ابن بري‏:‏ ورابِغٌ

وادٍ يَقْطَعُه الحاجُّ بين البَزْواءِ والجُحْفةِ دُون عَزْوَر؛ قال

كُثَيِّر‏:‏

أَقولُ، وقدْ جاوَزْنَ مِنْ عَيْنِ رابِغٍ

مَهامِهَ غُبْراً يَرْفَعُ الأُكْمَ آلُها

وفي الحديث ذكر رابغ، بكسر الباء، بطن وادٍ عند الجحفة‏.‏ ويَرْبَغُ

وأَرباغ‏:‏ موضعان؛ قال الشَّنْفَرَى‏:‏

وأُصْبِحُ بالعَضْداءِ أَبْغِي سَراتَهم، وأُسْلِكُ خِلاًّ بَيْنَ أَرْباغَ والسَّرْدِ

رثغ‏:‏ الرَّثَغُ‏:‏ لغة في اللَّثَغِ‏.‏

ردغ‏:‏ الرَّدْغُ والرَّدَغةُ والرَّدْغةُ، بالهاء‏:‏ الماء والطين والوَحَل

الكثير الشديدُ؛ الفتح عن كراع، والجمع رِداغٌ ورَدَغٌ‏.‏ ومكان رَدِغٌ‏:‏

وَحِلٌ‏.‏ وارتَدغَ الرجلُ‏:‏ وقَعَ في الرِّداغِ أَو في الرَّدْغةِ‏.‏ وفي حديث

شدَّاد بن أَوس‏:‏ أَنه تخلف عن الجمعة في يوم مطرٍ وقال مَنَعَا هذا

الرِّداغُ عن الجمعة؛ الرَّدَغةُ‏:‏ الطين، ويروى بالزاي بدل الدال وهي بمعناه، وقال أَبو زيد‏:‏ هي الرَّدَغةُ وقد جاء رَدْغة‏.‏ وفي مثل من المُعاياة

قالوا‏:‏ ضَأْنٌ بذي تُناتِضَةَ يَقْطَعُ رَدْغةَ الماء بعَنَقٍ وإِرْخاء، يسكنون دال الردْغة في هذه وحدها ولا يسكنونها في غيرها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا

كنتم في الرِّداغ أَو الثلْجِ وحضرتِ الصلاةُ فأَوْمِئوا إِيماء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَنْ قال في مُؤمن ما ليس فيه حَبَسه اللهُ في رَدَغَةِ الخَبالِ؛ جاء تفسيرها في الحديث أَنها عُصارةُ أَهلِ النار، وقيل‏:‏ هو الطين

والوَحَلُ الكثيرُ‏.‏ وفي حديث حسان بن عطيّةَ‏:‏ من قَفا مؤمناً بما ليس فيه وقَفَه الله في رَدْغةِ الخَبال‏.‏ وفي الحديث‏:‏ من شرِبَ الخمرَ سَقاه الله من رَدْغةِ الخَبال‏.‏ وفي الحديث‏:‏ خَطَبَنَا في يوْمٍ ذي رَدْغٍ‏.‏ ورَدَغَت

السماءُ‏:‏ مثلُ رَزَغَتْ‏.‏

والرَّدِيغُ‏:‏ الأَحمق الضعيفُ‏.‏

والمَرْدَغةُ‏:‏ الرَّوْضةُ البَهِيَّةُ‏.‏ والمَرْدغةُ‏:‏ ما بين العُنقِ إلى

التَّرْقُوةِ، والجمعُ المَرادِغُ، وقيل‏:‏ المَرْدَغَةُ من العنق

اللحْمةُ التي تلي مؤخَّر الناهِضِ من وسَط العَضُدِ إلى المِرْفق‏.‏ ابن الأَعرابي المَرْدَغةُ اللحْمةُ التي بين وابِلةِ الكتفِ وجَناجِنِ الصدر‏.‏ وفي حديث الشعبي‏:‏ دخلْتُ على مُصْعَبِ بن الزبير فَدَنَوْتُ منه حتى وَقَعَتْ

يدي على مَرادِغه؛ هي ما بين العنق إلى الترقوة، وقيل‏:‏ لحم الصدر، الواحدة

مَرْدَغةٌ، وقيل المَرادِغُ البآدِلُ وهي أَسفل التَّرْقُوَتَيْنِ في جانِبي الصدْر‏.‏ قال ابن شميل‏:‏ إِذا سَمِنَ البعير كانت له مَرادِغُ في بطنه

وعلى فُرُوعِ كتِفَيْه، وذلك أَنّ الشحم يَتَراكَبُ عليها كالأَرانِبِ

الجُثُومِ، وإِذا لم تكن سَمِينةً فلا مَرْدَغَةَ هناك‏.‏ ويقال‏:‏ إنّ ناقتك

ذاتُ مَرادِغَ، وجملك ذو مَرادِغَ‏.‏

رزغ‏:‏ الرَّزْغُ‏:‏ الماءُ القليل في المَسايِلِ والثِّمادِ والحِساءِ

ونحوها، والرَّزَغةُ أَقل من الرَّدَغةِ، وفي التهذيب‏:‏

أَشدَّ من الردغة‏.‏ والرَّزَغةُ، بالفتح‏:‏ الطين الرقيق والوحَلُ‏.‏ وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة أَنه قال في يوم جمعة‏:‏ ما خطَبَ أَميرُكم اليومَ‏؟‏

فقيل‏:‏ أَما جَمَّعْتَ‏؟‏ فقال‏:‏ مَنَعَنا هذا الرَّزَغُ؛ أَبو عمرو وغيره‏:‏

الرَّزَغُ الطين والرُّطوبةُ، وقيل‏:‏ هو الماء والوحَلُ، وأَرْزَغَتِ

السماء، في مُرْزِغةٌ‏.‏ وفي الحديث الآخر‏:‏ خَطَبَنَا في يومٍ ذي رَزَغٍ، وروي

الحديثان بالدال، وقد تقدم‏.‏ وفي حديث خُفافِ بن نُدْبةَ‏:‏ إن تُرْزِغِ

الأَمْطارُ غيثاً‏.‏ والرَّزِغُ والرَّازِغُ‏:‏ المُرْتَطِمُ فيها‏.‏ وأَرْزَغَت

السماء وأَرزغَ المطرُ‏:‏ كان منه ما يَبُلُّ الأَرضَ، وقيل‏:‏ أَرْزَغَ المطرُ

الأَرضَ إِذا بلَّها وبالَغ ولم يَسِلْ؛ قال طرفةُ يهجو، وفي التهذيب

يمدح رجلاً‏:‏

وأَنْتَ، على الأَدْنى، شَمالٌ عَرِيَّةٌ

شَآمِيةٌ تَزْوي الوُجُوهَ بَلِيلُ

وأَنْتَ، على الأَقْصى، صَباً غيرُ قَرّةٍ

تَذاءَبُ منها مُرْزِغٌ ومُسِيلُ

يقول‏:‏ أَنت للبُعداء كالصَّبا تَسوقُ السّحابَ من كل وجه فيكون منها مطر

مُرْزِغ ومطر مُسِيل، وهو الذي يُسِيلُ الأَوْدِيةَ والتِّلاعَ، فمن رواه تذاءبَ بالفتح جعله للمُرْزِغِ، ومن رفع جعله للصَّبا، ثم قال منها

مُرزغ ومنها مُسيل‏.‏

وأَوزَغَ الرجلَ‏:‏ لطَّخه بعَيْب وأَوْزَغَ فيه إرْزاغاً وأَغْمَز فيه

إغمازاً‏:‏ اسْتَضْعَفه واحْتَقَره وعابَه؛ قال رؤبة‏:‏

إذا المَنايا انْتَبْنَه لم يَصْدُغِ، ثُمَّتَ أَعْطَى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ، فالحَرْبُ شَهْباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ

وهذا الرجز أَورده الجوهريّ‏:‏ وأَعْطى الذِّلَّة؛ قال ابن بري‏:‏ صوابه ثمت

أَعطى الذلّ‏.‏ ويقال‏:‏ احْتَفَرَ القومُ حتى أَرْزَغوا أَي بلغوا الطينَ

الرطْبَ‏.‏

رسغ‏:‏ الرَُّسْغُ‏:‏ مَفْصِلُ ما بين الكفّ والذِّراع، وقيل‏:‏ الرُّسْغُ

مُجْتَمَعُ الساقين والقدمين، وقيل‏:‏ هو مَفْصِلُ ما بين الساعد والكفِّ

والساقِ والقدمِ، وقيل‏:‏ هو الموضع المُسْتَدِقُّ الذي بين الحافِر ومَوْصِلِ

الوَظِيفِ من اليد والرجل، وكذلك هو من كل دابّة، وهو الرُّسُغُ، بالتحريك أَيضاً مثل عُسْر وعُسُرٍ؛ قال العجاج‏:‏

في رُسُغٍ لا يَتَشَكّى الحَوْشَبا، مُسْتَبْطِناً مع الصَّمِيمِ عَصَبا

والجمعُ أَرْساغٌ‏.‏ ورَسَغَ البعيرَ‏:‏ شدَّ رُسْغَ يديه بخيط‏.‏ والرُّسْغُ

والرِّساغُ‏:‏ ما شُدَّ بهما، وقيل‏:‏ الرُّسْغُ حبل يُشَدُّ به البعير

شَدّاً شديداً فيمنعه أَن يَنْبَعِثَ في المَشْي، وجمعه رِساغٌ‏.‏ التهذيب‏:‏

الرِّساغُ حبل يشدُّ في رُسْغَي البعير إذا قُيِّدَ به، والرَّسَغُ‏:‏

اسْتِرْخاءٌ في قَوائِمِ البعير‏.‏ والرِّساغُ‏:‏ مُراسَعةُ الصَّرِيعين في الصِّراع

إذا أَخذ أَرساغَهما‏.‏

ابن بُزُرْج‏:‏ ارْتَسَغَ فلان على عِيالِه إِذا وسَّعَ عليهم

النَّفَقَةَ‏.‏ ويقال‏:‏ ارْتَسِغْ على عيالِك ولا تُقتِّرُ‏.‏ وإِنه مُرَسَّغٌ عليه في العيش أَي مُوَسَّعٌ عليه‏.‏ وعيشٌ رَسِيغٌ‏:‏ واسِعٌ‏.‏ وطعام رَسِيغٌ‏:‏ كثير‏.‏

وأَصابَ الأَرضَ مطر فَرَسَّغَ أَي بلغ الماءُ الرُّسْغَ أَو حفره حافر

فبلغ الثَّرَى قَدْرَ رُسْغه، وكذلك أَرْسَغَ؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل‏:‏

رَسَّغَ المطرُ كثر حتى غاب فيه الرُّسْغُ‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ أَصابَنا

مطر مُرَسِّغٌ إذا ثَرَّى الأَرضَ حتى تَبْلُغَ يَدُ الحافِر عنه إلى

أَرْساغِه‏.‏

رصغ‏:‏ الرُّصْغُ‏:‏ لغة في الرُّسْغ معروفة، قال ابن السكيت‏:‏ هو الرسغ، بالسين، والرِّساغُ والرِّصاغُ‏:‏ حبل يشدُّ في رُسْغ الدابّة شديداً إلى

وَتِد أَو غيره ويمنع البعير من الانْبعاث في المشي، وهو بالصاد لغة

العامة‏.‏

رغغ‏:‏ الرَّغِيغةُ‏:‏ طعام مثل الحَسا يُصْنَع بالتمر؛ قال‏:‏ أَوْسُ بن حجر‏:‏

لقد عَلِمَتْ أَسَدٌ أَنَّنا

لَهُمْ نُصُرٌ، ولنِعْمَ النُّصُرْ

فكَيْفَ وجَدْتُمْ، وقد ذُقْتُمُ

رَغِيغَتَكُمْ بَيْنَ حُلْوٍ ومُرّْ‏؟‏

والرَّغِيغَةُ‏:‏ ما على الزُّبْدِ وهو ما يُسْلأُ من اللبن مثل

الرَّغْوةِ، وقيل‏:‏ الرَّغِيغةُ لبن يغلى ويُذَرُّ عليه دقيق يتخذ للنُّفَساء، وقيل‏:‏ هو طعام يتخذ للنفساء‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الرغيغة لبن يُطْبخ، وأَنشد بيت

أَوس؛ قال الأَصمعي‏:‏ كنى بالرغِيغةِ عن الوقْعةِ أَي ذُقْتم طَعْمَها

فكيف وجدتموها‏.‏

والرَّغْرَغَةُ‏:‏ أَن تشرَبَ الإِبلُ الماء كلَّ يوم، وقيل‏:‏ كل يوم متى

شاءت، وهو مثل الرَّفْهِ، وقيل‏:‏ هي أَن تَرَدَّدَ على الماء في كل يوم

مراراً، وقيل‏:‏ هو أَن يسقِيَها يوماً بالغداة ويوماً بالعشيّ‏.‏ الأَصمعي في رَدَّ الإِبل قال‏:‏إِذا رَدَّدَها على الماء في اليوم مِراراً فذلك

الرَّغْرَغةُ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ المَغْمَغةُ أَن تَرِدَ الماء كلما شاءت، يعني الإِبل، والرَّغْرَغةُ هو أَن يسقيها سقياً ليس بتامٍّ ولا كافٍ‏.‏

ورَغْرَغَ أَمْراً‏:‏ أَخْفاه‏.‏ والرّغرغةُ‏:‏ رَفاغةُ العيشِ؛ وأَنشد ابن بري لبشر

بن النّكْث‏:‏

حَلا غُثاءُ الرَّاسِياتِ فَهَدَرْ

رَغْرَغةً رَفْهاً، إذا الوِردُ حَضَرْ

الفراء‏:‏ إذا كان العجين رقيقاً فهو الضَّغِيغةُ والرِّغِيغةُ‏.‏ ابن بري‏:‏

الرَّغِيغةُ عُشْبٌ ناعِمٌ‏.‏ والمُرَغْرَغُ‏:‏ غَزْل لم يُبْرَمْ‏.‏

رفغ‏:‏ الرَّفْغُ والرُّفْغُ‏:‏ أُصُولُ الفَخِذيْنِ من باطن وهما ما

اكْتَنَفَا أَعالي جانِبَي العانةِ عند مُلْتَقَى أَعالي بَواطِنِ الفخذين

وأَعلى البطن، وهما أَيْضاً أُصول الإبْطَيْنِ، وقيل‏:‏ الرُّفْغ من باطن

الفَخذِ عند الأُرْبِيَّةِ، والجمع أَرْفُغٌ وأَرْفاغٌ ورِفاغٌ؛ قال

الشاعر‏:‏قد زَوَّجُوني جَيْأَلاً، فيها حَدَبْ، دَقِيقةَ الأَرْفاغِ ضَخْماءَ الرُّكَبْ

وناقةٌ رَفْغاءُ‏:‏ واسِعةُ الرُّفْغِ‏.‏ وناقة رفِغةٌ‏:‏ قَرِحةُ

الرفْغَيْنِ‏.‏ والرَّفْغاءُ من النساء‏:‏ الدَّقِيقةُ الفَخِذيْن المُعِيقةُ‏.‏ الرّفْغَيْنِ الصغيرة

المَتاعِ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ المَرافِغُ أُصول اليدين والفخذين لا واحد

لها من لفظها‏.‏ والأَرْفاغُ‏:‏ المَغابنُ من الآباط وأُصولِ الفخذين

والحوالِبِ وغيرها من مَطاوِي الأَعْضاء وما يجتمع فيه الوَسَخُ والعَرَقُ‏.‏

والمَرْفُوغةُ‏:‏ التي التَزَقَ خِتانُها صغيرة فلا يصل إِليها الرِّجال‏.‏

والرُّفْغُ‏:‏ وسَخُ الظفُر، وقيل‏:‏ الوسخ الذي بين الأُنْملة والظُّفْرِ، وقيل‏:‏

الرُّفْغ كل موضع يجتمع فيه الوسخ كالإبْط والعُكْنةِ ونحوهما‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى فأَوْهَم في صلاتِه فقيل له‏:‏

يا رسولَ الله كأَنك قد أَوْهَمْتَ، قال‏:‏ وكيف لا أُوهِمُ ورُفْغُ

أَحدِكم بين ظُفُرِه وأُنْمُلَتِه‏؟‏ قال الأَصمعي‏:‏ جمْع الرُّفْغ أَرْفاغٌ وهي

الآباطُ والمَغابِنُ من الجسد يكون ذلك في الإبلِ والناسِ؛ قال أَبو

عبيد‏:‏ ومعناه في هذا الحديث ما بين الأُنثيين وأُصول الفخذين وهي المَغابِنُ، ومما يُبَيِّنُ ذلك حديث عمر‏:‏ إِذا التقى الرُّفْغانِ فقد وجَبَ

الغُسْلُ، يريد إذا التقى ذلك من الرجلِ والمرأَةِ ولا يكون هذا إلاَّ بعد

التقاء الخِتانَيْنِ، قال‏:‏ ومعنى الحديث الأَوَّل أَنَّ أَحدهم يحك ذلك

المَوْضِعَ من جسده فيَعْلَقُ دَرَنه ووسَخُه بأَصابعه فيبقى بين الظفر

والأُنملة، وإِنما أَنْكَرَ من هذا طُولَ الأَظفار وتركَ قَصِّها حتى تطولَ، وأَراد بالرُّفْغ ههنا وسَخَ الظفر كأَنه قال ووسَخُ رُفْغ أَحدِكم، والمعنى

أَنكم لا تُقَلِّمُونَ أَظْفاركم ثم تحكون أَرْفاغَكم فيَعْلَقُ بها ما

فيها من الوَسخ، والله أَعلم؛ قلت‏:‏ وقوله في تفسير الحديث لا يكون التقاء

الرُّفْغَيْنِ من الرجل والمرأَة إلاَّ بعد التقاء الخِتانَيْن فيه نظر

لأَنه قد يمكن أَن يلتقي الرفغان ولا يلتقي الخِتانان، ولكنه أَراد

الغالب من هذه الحالة، والله أَعلم‏.‏ والرُّفْغان‏:‏أَصْلا الفخذين‏.‏ وفي الحديث‏:‏

عشر من السنة كذا وكذا ونَتْفُ الرُّفْغَيْن أَي الإِبْطين، وجعل الفراء

الرفغين الإِبطين في قوله في الحديث‏:‏ عشر من السنة منها تقليم الأَظْفار

ونَتْفُ الرُّفْغَيْنِ؛ وهو في حديث النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ونَتْفُ

الإِبْطِ، وهو مروي عن أَبي هريرة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

خمس من الفِطْرةِ‏:‏ الاسْتِحْدادُ والخِتانُ وقَصُّ الشارِب ونتفُ

الإِبْطِ وتَقْلِيمُ الأَظفارِ‏.‏ ابن شميل‏:‏ والرُّفْغُ من المرأَة ما حولَ

فرجها‏.‏ قال أَعرابي‏:‏ تَرَفَّغَ الرجلُ المرأَةَ إذا قعد بين فخذيها لِيَطأَها، وفي موضع آخر‏:‏ رَفَغَ الرجلُ المرأَةَ إِذا قعد بين فخذيها‏.‏ ويقال‏:‏

تَرَفَّغَ فلان فوق البعير إِذا خشي أَن يَرْمِيَ به فلَفَّ رجْلَيه عند

ثِيلِ البعير‏.‏ والرَّفْغُ‏:‏ تِبْنُ الذُّرةِ؛ قال الشاعر‏:‏

دُونكِ بوغاءَ تُرابَ الرَّفْغِ

والرَّفْغُ‏:‏ أَسفلُ الفلاةِ وأَسفلُ الوادِي‏.‏ والرَّفْغُ أَيضاً‏:‏ المكان

الجَدْبُ الرَّقِيقُ المُقارِبُ‏.‏ والرَّفْغُ‏:‏ الأَرضُ الكثيرةُ

التُّراب‏.‏ وجاءَ فلان بمال كرَفْغِ التراب في كثرته‏.‏ وتراب رَفْغٌ وطعامٌ رَفْغٌ‏:‏

لَيِّن‏.‏ قال بعضهم‏:‏ أَصل الرَّفْغِ اللِّينُ والسُّهولةُ‏.‏ والرَّفْغُ‏:‏

الناحيةُ؛ عن الأَخفش؛ وقول أَبي ذؤَيب‏:‏

أَتى قَرْيةً كانَتْ كثيراً طَعامُها، كرَفْغِ التُّرابِ، كلُّ شيءٍ يَميرُها

يُفَسَّر بجميع ذلك أَو بعامَّتِه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال هو في رَفْغٍ من قومه وفي رَفْغٍ من القريةِ إذا كان في ناحيةٍ منها وليس في وسَط قومه‏.‏

والرَّفْغُ‏:‏ السِّقاءُ الرَّقِيقُ المُقارِبُ‏.‏ والرَّفْغُ أَلأَيامُ

موْضِعٍ في الوادِي وشَرُّه تُراباً‏.‏ وأَرْفاغُ الناسِ‏:‏ أَلائمهُم

وسُفَّالُهم، الواحد رَفْغٌ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ أَرْفاغ الوادِي جَوانِبُه‏.‏

والرَّفْغ‏:‏ الأَرضُ السَّهْلة، وجمعها رِفاغٌ‏.‏ والرَّفْغُ والرَّفاغةُ

والرَّفاغِيةُ‏:‏ سَعةُ العَيْشِ والخِصْبُ والسَّعةُ‏.‏ وعيشٌ أَرْفَغ ورافِغٌ

ورفِيغٌ‏:‏ خصيبٌ واسِعٌ طيِّب‏.‏ ورَفُغَ عيشُه، بالضم، رَفاغةً‏:‏ اتَّسَعَ‏.‏

وتَرَفَّغَ الرجلُ‏:‏ تَوَسَّعَ‏.‏ لفي وإنه رَفاغةٍ ورَفاغِيةٍ من العيش مثل

ثمانية؛ وأَنشد‏:‏

تحتَ دُجُنَّاتِ الأَرْفَغِ

والرُّفَغْنِيةُ والرُّفَهْنِيةُ‏:‏ سعة العيش‏.‏ وفي حديث عليّ‏:‏ أَرْفَغَ

لكم المَعاشَ أَي أَوْسَعَ، وفي حديثه‏:‏ النَّعَم الرَّوافِغُ، جمع

رافِغةٍ‏.‏ والأَرْفَغُ‏:‏ موضِعٌ‏.‏

رمغ‏:‏ رَمَغَ الشيءَ يَرْمَغُه رَمْغاً‏:‏ دَلَكَه بيدِه كما تَدْلُك

الأَدِيمَ ونحوَه‏.‏

ورُماغٌ ورِماغٌ‏:‏ موضعٌ‏.‏

روغ‏:‏ راغَ يرُوغُ رَوْغاً ورَوَغاناً‏:‏ حادَ‏.‏ وراغ إلى كذا أَي مالَ إليه

سِرّاً وحادَ‏.‏ وفلان يُراوِغ فلاناً إذا كان يَحِيدُ عما يُدِيرُه عليه

ويُحايِصُه‏.‏ وأراغَه هو وراوَغَه‏:‏ خادَعَه‏.‏ وراغَ الصْيدُ‏:‏ ذهَب ههُنا

وههنا، وراغَ الثعْلَبُ‏.‏ وفي المثل‏:‏ رُوغِي جَعارِ وانْظُرِي أَين

المَفَرُّ، وجَعارِ اسم الضَّبُعِ، ولا تَقُلْ رُوغِي إلاَّ للمؤَنث، والاسم منه

الرَّواغُ، بالفتح‏.‏ وأَراغَ وارْتاغَ‏:‏ بمعنى طَلَب وأَراد‏.‏ تقول‏:‏

أَرَغْتُ الصَيْدَ، وماذا تُرِيغُ أَي ما تريد وتطلب‏.‏ ويقال‏:‏ أَرِيغُوني

إِراغَتَكم أَي اطْلُبوني طَلِبَتَكم‏.‏ التهذيب‏:‏ فلان يُرِيغُ كذا وكذا ويُلِيصُه

أَي يَطْلُبُه ويديره؛ وأَنشد الليث‏:‏

يُدِيرونني عن سالِمٍ وأُرِيغُه، وجِلْدةُ بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالم وتقول للرجل يَحومُ حَوْلَكَ‏:‏ ما تُرِيغُ أَي ما تَطْلُب‏.‏ وفلان

يُدِيرُني على أَمر وأَنا أُرِيغُه؛ ومنه قوله‏:‏

يُرِيغُ سَوادَ عَيْنَيْهِ الغُرابُ

أَي يَطْلُبُه‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه سمع بكاء صبيّ فسأَل

أُمه فقالت‏:‏ إني أُرِيغُه على الطعام أَي أُدِيرُه عليه وأَُرِيده منه‏.‏

ويقال‏:‏ فلان يُرِيغُني على أَمرٍ وعن أَمرٍ أَي يُراوِدُني ويطلبه مني؛ ومنه حديث قيس‏:‏ خرجت أُرِيغُ بعيراً شرَدَ مني أَي أَطلبه بكل طريق‏.‏ ومنه

رَوَغانُ الثعلبِ، وفلان يُراوِغُ في الأَمرِ مُراوَغةً، وتَراوَغَ القومُ

أَي راوَغَ بعضُهم بعضاً‏.‏ والرَّوَّاغُ‏:‏ الثعلب، وهو أَرْوَغُ من ثَعْلب‏.‏

وراغَ إليه يُسارُّه أَو يَضْرِبُه‏:‏ أَقْبَلَ‏.‏ وراغَ فلان أَي مال إِليه

سرّاً؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ فراغَ إلى أَهْلِه فجاء بِعِجْل سَمِين، وقال

تعالى‏:‏ فراغَ عليهم ضَرْباً باليَمينِ؛ كلُّ ذلك انحراف في اسْتخفاء، وقيل‏:‏ أَقْبَلَ، وقال الفراء في قوله فراغَ إلى أَهلِه‏:‏ معناه رجَع إلى

أَهلِه في حال إِخْفاء منه لرُجُوعِه، ولا يقال للذي رجَع قد راغَ إلاَّ أن يكون مُخْفِياً لرُجوعه‏.‏ وقال في قوله فراغَ عليهم‏:‏ مالَ عليهم وكأن الرَّوْغَ ههنا أَي أَنه اعْتَلَّ عليهم رَوْغاً لِيَفْعَلَ بآلِهتِهِم ما

فَعَل‏.‏ وطريق رائِغٌ‏:‏ مائِلٌ‏.‏ وفي حديث الأَحنف‏:‏ فعَدَلْتُ إلى رائِغةٍ

من رَوائِغِ المدينةِ أَي طريقٍ يَعْدِلُ ويَمِيلُ عن الطريقِ الأَعْظَمِ‏.‏

قال‏:‏ ومنه قوله تعالى فراغَ عليهم ضرباً، أَي مالَ وأَقْبَلَ‏.‏

ورِواغةُ القومِ ورِياغَتُهم‏:‏ حيث يَصْطَرِعُون‏.‏ ويقال‏:‏ هذه رياغةُ بني

فلان ورِواغَتُهم أَي حيث يَصْطَرِعُون، وأَصله رِواغةٌ صارت الواو ياء

للكسرة قبلها‏.‏ والمُراوَغةُ‏:‏ المُصارَعةُ‏.‏

ورَوَّغَ لُقْمَتَه في الدَّسَم‏:‏ غَمَسَها فيه كَرَوَّلَها‏.‏

وفي الحديث‏:‏ إذا كَفَى أَحدَكم خادِمُه حَرَّ طعامِه فلْيُقْعِدْْه معه

وإلاَّ فَلْيُرَوِّغْ له لُقْمةً أَي يُطْعِمْه لُقْمة مُشَرَّبةً من دَسَمِ الطَّعامِ‏.‏ يقال رَوَّغَ فلان طَعامَه ومَرَّغه وسَغْبَلَه إِذا

رَوَّاه دَسَماً‏.‏ وتُرَوَّغُ الدابةُ في التراب‏:‏ تُمَرَّغُ‏.‏

ريغ‏:‏ الرِّياغُ‏:‏ الترابُ، وقيل‏:‏ التراب المُدَقَّقُ‏.‏ شمر‏:‏ الرِّياغُ

الرَّهَجُ والتراب، قال رؤبة يصف عَيْراً وأُتُنَه‏:‏

وإنْ أَثارَتْ من رِياغٍ سَمْلَقا، تَهْوِي حَوامِيها به مُدَقَّقا

قال الأَزهري‏:‏ وأَحسَب الموضِع الذي يَتَمَرَّغُ فيه الدوابُّ سُمِّي

مَراغاً من الرِّياغِ، وهو الغُبارُ‏.‏

زغغ‏:‏ الكسائي‏:‏ زَغْزَغَ الرجلُ فما أَحْجَمَ أَي حَمَلَ فلم يَنْكُصْ، ولَقِيتُه فما زَغْزَغَ أَي فما أَحْجَمَ‏.‏ قال الأَزهريّ‏:‏ ولا أَدري

أَصحيح هو أَم لا‏.‏ وزَغْزَغَ بالرجل‏:‏ هَزِئَ به وسَخِرَ منه؛ ومنه قول

رؤبة‏:‏

عليّ إنِّي لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ

أَي بالذي يُسْخَرُ منه‏.‏ والزَّغْزغةُ‏:‏ أَن يَخْبَأَ الشيءَ ويُخفِيَه‏.‏

ابن بري‏:‏ الزَّغْزَغَ المَغْمُوزُ في حَسَبِه ونسَبِه، والزَّغْزَغَةُ

الخِفّةُ والنَّزَقُ، ورجلٌ زَغْزَغٌ منه‏.‏ والزُّغْزُغُ‏:‏ ضَرْبٌ من الطير‏.‏

وزَغْزَغٌ‏:‏ موضع بالشام، وذكره ابن بري معرّفاً بالأَلف واللام

الزَّغْزغ‏.‏ يقال‏:‏ كلمته بالزُّغْزُغِيَّةِ، وهي لغة لبعض العجم، والله أَعلم‏.‏

زلغ‏:‏ زَلَغَه بالعصا‏:‏ ضربه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ الأَزهري‏:‏ أَما زَلَغَ

فهو عندي مهمل، قال‏:‏ وذكر الليث أَنه مستعمل وقال‏:‏ تَزَلَّغَتْ رجْلي إذا

تَشَقَّقَتْ‏.‏ والتَّزَلُّغُ‏:‏ الشقاق‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والمعروف تَزَلَّعَتْ يده ورِجله

إذا تَشَقَّقَتْ، بالعين غير معجمة، ومن قال تَزَلَّغَتْ، بالغين المعجمة، فقد صحَّف‏.‏

زوغ‏:‏ زاغَ الطريق زَوْغاً وزَيْغاً‏:‏ عَدَلَ، والياء أَفصح؛ أَنشد ابن جني في الواو‏:‏

صَحا قَلْبي وأَقْصَرَ واعِظايَهْ، وعُلِّقَ وصْلَ أَزْوَغَ مِنَ عَظايَهْ

جعل الزَّيَغانَ للعَظايةِ‏.‏ ويقال‏:‏ زاغَ في كلّ ما جرى في المَنْطِقِ

يَزُوغُ زَوَغاناً، وتقول‏:‏ أَنت أَزَغْتَه في كلّ ما جرى في المَنْطِقِ، وأَنا أُزِيغُه إزاغةً، وزاوَغْتُه مُزاوَغَةً وزِواغاً وزُغْتُ به زَوَغاناً‏.‏

زيغ‏:‏ الزَّيْغُ‏:‏ المَيْلُ، زاغَ يَزِيغُ زَيْغاً وزَيَغاناً وزُيُوغاً

وزَيْغُوغةً وأَزَغْتُه أَنا إزاغةً، وهو زائِغٌ من قوم زاغةٍ‏:‏ مالَ‏.‏

وقومٌ زاغةٌ عن الشيء أَي زائغون‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ رَبَّنا لا تُزِغْ قلوبَنا

بعد إِذْ هَدَيْتَنا؛ أَي لا تُمِلْنا عن الهُدَى والقَصْدِ ولا تُضِلَّنا، وقيل‏:‏ لا تُزِغْ قلوبَنا لا تَتَعَبَّدْنا بما يكون سبباً لزيغ قلوبِنا، والواوُ لغة‏.‏ وفي حديث الدعاء‏:‏ اللهم لا تُزِغْ قَلْبي أَي لا

تُمَيِّلْه عن الإِيمانِ‏.‏ يقال‏:‏ زاغَ عن الطريق يَزِيغُ إذا عدَلَ عنه‏.‏ وفي حديث

أَبي بكر، رضي الله عنه‏:‏ أَخافُ إِن تَرَكْتُ شيئاً من أَمرِه أَن أَزِيغَ

أَي أَجُورَ وأَعْدِلَ عن الحقّ، وحديث عائشة‏:‏ وإذْ زاغت الأَبصار أَي

مالَتْ عن مكانها كما يَعْرِضُ للإِنسان عند الخوف‏.‏ وأَزاغه عن الطريق أَي

أَمالَه‏.‏ وزاغتِ الشمسُ تَزِيغُ زَيُوغاً، فهي زائِغةٌ‏:‏ مالَتْ وزاغَتْ، وكذلك إِذا فاءَ الفيءُ؛ قال الله تعالى‏:‏ فلمَّا زاغُوا أزاغَ الله قلوبَهم‏.‏ وزاغَ البصرُ أَي كَلَّ‏.‏

والتَّزايُغُ‏:‏ التَّمايُلُ، وخصَّ بعضُّهم به التَّمايُلَ في الأَسْنانِ‏.‏ أَبو سعيد‏:‏ زَيَّغْتُ فلاناً تَزَيِيغاً إذا أَقَمْتَ زَيْغَه، قال‏:‏

وهو مثل قولهم تَظَلَّمَ فلان من فلان فَظَلَّمَه تَظْليماً‏.‏

والزَّاغُ‏:‏ هذا الطائر، وجمعه الزِّيغانُ؛ قال الأَزهري‏:‏ ولا أَدري

أَعربيّ أَم معرّب‏.‏ وفي حديث الحَكَمِ‏:‏ أَنه رخَّصَ في الزَّاغِ، قال‏:‏ هو نوع

من الغِرْبانِ صغير‏.‏

وتَزَيَّغَتِ المرأَةُ تَزَيُّغاً مثل تَزَيْقَتْ تَزَيُّقاً إِذا

تَزَيَّنَتْ وتَبَرَّجَتْ وتَلَبَّسَتْ كَتَزَيَّنَتْ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏

سبغ‏:‏ شيء سابغٌ أَي كامِلٌ وافٍ‏.‏ وسَبَغَ الشيءُ يَسْبُغُ سُبُوغاً‏:‏

طالَ إلى الأَرض واتَّسَعَ، وأَسْبَغَه هو وسَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً

وسَبَغَتِ الدِّرْعُ، وكلُّ شيءٍ طالَ إلى الأَرض، فهو سابِغٌ‏.‏ وقد أَسْبَغَ فلان

ثَوْبَه أَي أَوسَعَه‏.‏ وسَبَغَتِ النِّعْمةُ تَسْبُغُ، بالضم، سُبُوغاً‏:‏

اتسعت‏.‏ وإِسْباغُ الوُضوءِ‏:‏ المُبالَغة فيه وإتْمامُه‏.‏ ونعمة سابِغةٌ، وأَسْبَغَ الله عليه النِّعْمةَ‏:‏ أَكْمَلَها وأَتَمَّها ووسَّعَها‏.‏ وإنهم

لفي سَبْغةٍ من العَيْشِ أَي سَعةٍ‏.‏ ودَلْوٌ سابِغةٌ‏:‏ طويلة؛ قال‏:‏

دَلْوُكَ دَلْوٌ، يا دُلَيْحُ، سابِغهْ

في كلِّ أَرْجاءِ القَلِيبِ والِغهْ

ومطرٌ سابغٌ، وسَبَغَ المطرُ‏:‏ دَنا إلى الأَرض وامتدّ؛ قال‏:‏

يُسِيلُ الرُّبا، واهِي الكُلَى، عَرِصُ الذُّرى، أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابغِ القَطْرِ

وذنَبٌ سابِغٌ أَي وافٍ‏.‏ وفي حديث المُلاعَنةِ‏:‏ إن جاءت به سابِغَ

الأَلْيَتَيْنِ أَي عظِيمهما من سُبُوغِ الثوب والنِّعْمةِ‏.‏ والسابِغةُ‏:‏

الدِّرْعُ الواسِعةُ‏.‏ ورجل مُسْبِغٌ‏:‏ عليه دِرعٌ سابِغةٌ‏.‏ والدِّرْعُ

السابِغةُ‏:‏ التي تَجُرُّها في الأَرض أَو على كَعْبَيْكَ طُولاً وسَعةً؛ وأَنشد

شمر لعبد الله بن الزبير الأَسدي‏:‏

وسابِغةٍ تَغْشَى البنانَ، كأَنَّها

أَضاةٌ بِضحْضاحٍ من الماء ظاهِرِ

وتَسْبِغةُ البَيْضةِ‏:‏ ما تُوصَلُ به البَيْضةُ من حَلَقِ الدُّرُوعِ

فَتَسْتُرُ العُنُقَ لأَن البيضةَ به تَسْبُغُ، ولوْلاه لكان بينها وبين

جَيْبِ الدِّرْع خَلَلٌ وعوْرة‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ يقال بيضةٌ لها سابِغٌ؛ وقال

النضر‏:‏ تَسْبِغةُ البيض رُفُوفُها

من الزَّرَدِ أَسفَل البيضة يَقِي بها الرجلُ عُنقه، ويقال لذلك

المِغْفَر أَيضاً؛ وقال أَبو وَجْزةَ في التَّسْبِغةِ‏:‏

وتَسْبِغة يَغْشَى المَناكِبَ رَيْعُها، لِدوادَ كانَتْ، نَسْجُها لَمْ يُهَلْهَلِ

وفي حديث قَتْلِ أُبَيِّ بن خَلَفٍ‏:‏ زَجَلَه بالحربة فتَقَعُ في تَرْقُوَتهِ تحت تَسْبِغةِ البيضة؛ التَّسْبِغةُ‏:‏ شيء من حَلَق الدُّرُوع

والزَّرَدِ يَعْلُقُ بالخُوذةِ دائراً معها ليسْتُر الرقبةَ وجَيْبَ الدِّرْع‏.‏

وفي حديث أَبي عبيدة، رضي الله عنه‏:‏ إنَّ زَرَدَتَيْنِ من زَرَدِ

التَّسْبِغةِ نَشِبَتا في خَدّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد، وهي

تَفْعِلة، مصدر سَبَّغَ من السُّبُوغ الشُّمُولِ؛ ومنه الحديث‏:‏ كان اسم دِرْعِ

النبي صلى الله عليه وسلم ذا السُّبُوغِ لِتَمامِها وسَعَتِها‏.‏ وفي حديث شريح‏:‏ أَسْبِغُوا لليتِيم في النفَقةِ أَي أَنفِقوا عليه تمام ما

يحتاج إليه ووسّعوا عليه فيها‏.‏ وفحْلٌ سابِغٌ أَي طويلُ الجُرْدانِ، وضدّه

الكَمْشُ‏.‏ وناقة سابِغةُ الضُّلُوع وعجِيزةٌ سابِغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغةٌ‏.‏

والمُسَبَّغُ من الرَّمَل‏:‏ ما زِيدَ على جزئه حرف نحو فاعِلاتانْ من قوله‏:‏

يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا فاسْـ *** ـتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفانْ

فقوله‏:‏ مَن بعُسْفانْ فاعِلاتانْ؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ معنى قولهم

مُسَبَّغاً كأَنَّه جُعِلَ سابغاً، والفرق بين المُسَبَّغِ والمُذَيَّلِ أن المُسَبَّغَ زيد على ما يُزاحَفُ مِثْلُه، وهو أَقلّ متحركات من المُذَيَّلِ، وهو زيادة على سبب، والمُذَيَّلُ على وَتِدٍ‏.‏ قال أَبو إسحق‏:‏ سُمِّي

مُسبَّغاً لوُفُورِ سُبُوغِه لأَن فاعلاتن إذا تامّاً فهو سابغ، فإِذا زِدْتَ

على السابغ فهو مَسَبَّغ كما أَنك تقول لذي الفَضْل فاضِلٌ، وتقول للذي

يكثر فضله فَضّالٌ ومُفَضَّلٌ‏.‏

وسَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِيغاً، فهي مُسَبِّغٌ‏:‏ أَلْقَتْ ولدها لغير

تمام، وقيل‏:‏ أَلقته وقد أَشْعَر، وإذا كان ذلك عادةً فهي مِسْباغٌ‏.‏ قال ابن دريد‏:‏ وليس بمعروف‏.‏ وقال صاحب العين‏:‏ التسْبِيغُ في جميع الحَوامل مثلُه

في الناقة‏.‏ والمُسَبَّغُ‏:‏ الذي رمت به أُمُّه بعدما نُفِخَ فيه الرُّوح؛ عن كراع‏.‏ التهذيب‏:‏ وسبَّغَتِ الناقة تَسْبيغاً فهي مُسَبَِّغ إذا كانت

كلما نَبَت على ولدها في بطنها الوَبَرُ أَجْهَضَتْه، وكذلك من الحوامِلِ

كلِّها‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ سَبَّطَت الإِبلُ أَوْلادَها وسَبَّغَتْ إذا

أَلقَتْها‏.‏

سرغ‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ سُرُوغُ الكَرْمِ قُضْبانُه الرَّطْبةُ، الواحد

سَرْغٌ‏.‏

وسَرِغَ الرجل إذا أَكلَ القُطُوفَ من العنب بأُصُولها، وقال الليث‏:‏ هي

السُّروع، بالعين، وقد تقدَّمت‏.‏

وسَرْغٌ‏:‏ موضع من الشام قيل إنه وادي تَبُوكَ، وقيل بقرب تبوك؛ وفي حديث

عمر، رضي الله عنه، وفي حديث الطاعونِ‏:‏ أَنه لما خرج إلى الشام حتى إذا

كان بِسَرْغ لقِيَه الناسُ فأُخْبِرَ أَنَّ الوباءَ قد وقع بالشام؛ هي

بسكون الراء وفتحها قَرْية بِوادي تَبوك من طريق الشام، وقيل‏:‏ هي على ثلاث

عشرة مَرْحَلةً من المدينة، وقيل‏:‏ هو موضع يَقْربُ من رِيفِ الشام‏.‏

سغسغ‏:‏ سَغْسَغَ الدُّهْنَ في رأْسه سَغْسَغةً وسِغْساغاً‏:‏ أَدْخله تحتَ

شعره‏.‏ وسَغْسَغَ رأْسَه بالدُّهْنِ‏:‏ رَوَّاه ووضَعَ عليه الدهنَ بكفيه

وعصره لِيَتَشَرَّبَ؛ وأَنشد الليث‏:‏

إنْ لَمْ يَعُقْني عائِقُ التَّسَغْسُغِ

أَراد الإِيغالَ في الأَرض، قال‏:‏ وأَصله سَغَّغْتُه بثلاث غينات إلاَّ

أَنهم أَبدلوا من الغين الوسطى سيناً فرقاً بين فَعْلَلَ وفَعَّل، وإِنما

أَرادوا السين دون سائر الحروف لأَن في الحرف سيناً، وكذلك القول في جميع

ما أَشبهه من المضاعف مثل لَقْلَقَ وعَثْعَثَ وكَعْكَعَ‏.‏ وفي حديث ابن عباس في طيب المُحْرِمِ‏:‏ أَما أَنا فأُسَغْسِغُه في رأْسي أَي أُرَوِّيهِ، ويروى بالصاد، وسيجيء‏.‏ وسَغْسَغ الطعامَ سَغْسَغَة‏:‏ أَوْسَعَه دَسَماً، وقد حكيت بالصاد‏.‏ وفي حديث واثلةَ‏:‏ وصَنَعَ منه ثَريدةً ثم سَغْسَغَها، بالسين والغين، أَي رَوَّاها بالدُّهْن والسَّمْنِ، ويروى بالشين‏.‏

وسَغْسَغَ الشيءَ في التراب‏:‏ دَحْرَجَه ودَسَّسَه فيه‏.‏ وسَغْسَغَ الشيءَ‏:‏

حرَّكَه من موضعه مثل الوتدِ وما أَشبهه‏.‏ وسَغْسَغَتْ‏.‏ ثَنِيَّتُه‏:‏ تحرَّكت‏.‏

وتَسَغْسَغَ من الأَمرِ‏:‏ تَخَلَّصَ منه‏.‏ وتَسَغْسَغَ في الأَرض أَي دخل؛ قال رؤْبة‏:‏

إليكَ أَرْجُو مِن نَداكَ الأَسْبَغِ، إنْ لَمْ يَعُقْني عائِقُ التَّسَغْسُغِ

في الأَرضِ، فارْقُبْني وعَجْمَ المُضَّغِ

قال‏:‏ يعني الموت، وقيل‏:‏ أَراد الإيغال في الأَرض كما تقدّم‏.‏